الخميس، 16 سبتمبر 2010





****
عروس النيل :
حسن حجازي


وانكشفَ المستور
وتناثرتْ أوراقُ التوت
واتجهت إحدى بناتُ الحور
نحو النيلْ
لتُزَفَ نفسَها لملكِ الملوكْ
بعدما ضاعَ الحلم
وتاهَ الفارسُ الأبيض
عن الدرب ,
واتخذ درباً غير الوادي
نحو الشمال
طالباً النوارسَِِ البيضاء ,
فتماسيحُ النيلِ اعتادت التسكع
تحتَ شمسِِِ الشتاء الكسولة
في زمن العُقم .

***

عندما طلبَ النيلُ
عروسَهُ المعتادة كلَ عام
اتجهت نحوه اليمامة ً البيضاء
بثيابِ العُرس ,
كانت تنتظرُ فارسَ الأحلام
بلا جدوى
عسى أن يطرقَ القمرُ
بابَ الواقفاتِ
على بابِ الأمل
الراجياتِ للستر ,
ليفكُ النحس وأعمالِِ السحر
فتتدورُ الطواحين
ويبتسم زهرُ العمر ,
عسى أن يهلَ بطلعتهِ البهية
ويفجرَ ينبوعَ الحب
حتى لو كانَ بدونَ حصانٍ أبيضْ
أو مأذون من مشيخةِ الأزهر
فلربما يكتُبُ الكتاب
ويُعلي الجوابْ
ويشدو زامر الحي :
" قولوا لمأذونِِ البلد
يجي يتتم فرحنا " !
****
أهكذا يكونُ الحبُ
في زمنِ العولمةِ و الإنفتاح ؟
في ظلِِ تعاقبِ حكومات الخصخصة
و مصادرةِ الأحلام ؟!"
تهنا "بينَ القصرين "
ضعنا بين "عصرين "
ربطنا على البطون الأحزمة
وشددنا فوق الشفاهِ الأربطة
وأنشدنا :
" لا صوت يعلو فوقَ صوتِ المعركة ! "
فدع ما لقيصر لقيصر
فخبزُ الغد
لا يُشبِع جوعى اليومْ !
ولا تعجبوا
إن وجدتموني عارية أتحممُ
فوقَ أحدِ تماثيل رمسيس
تزفني الموميات لمثواي الأخير
في مراكبِ الشمس
لأُدْفََن بينَ يدي " أبو الهول "
دامعة ُ العينين ِ
مُنكَسةُ ُ الرأسْ
وفي صدري بقايا كلماتٍ
من رسالة تركها حبيبٌ
مات غرقاً في رحلةِ بحثهِ
عن الغدْ
مكتوبة بدماء القلب
تقول :
" زوجتك نفسي "
ضاعت حروفها
بينَ آمالِِِِِ اليوم
وأوهامِ الغد !

ليست هناك تعليقات: