السبت، 12 نوفمبر 2011

قراءة في قصة حسن حجازي / تمرد بقلم : السعيد مرابطي / الجزائر



قراءة في قصة حسن حجازي / تمرد
بقلم :
السعيد مرابطي
الجزائر
**********
تمرد :
حسن حجازي

بنى القبر وزينه وزخرفه وأنفق عليهِ ببذخٍ وسخاء, دخلَ القبر ليعاينه من الداخل لكنهُ خرجَ مسرعاً بعدما دفنَ ضميره بالداخل وأحكم عليه الغطاء .

هرولَ حزيناً باكياً ليقف في أول الصف ليتقبل العزاء.

عندما عاد إلى منزله , توجه لفراشه فوجدَ ضميره ممدداً جواره على السرير يبتسمُ لهُ في هدوء مرسوماً على صفحة وجه طفله الرضيع الذي رزقهُ الله إياه بعد طول صبر وانتظار ... فضمه إلى صدره في محبةٍ ورجاء , و دمعة ساخنة تسيل على وجهه جففها الطفل في براءة , فرفع وجهه للسماء في حياء !
.................................................. .................................................. .............................................


///////
إن القصيجة التي تعتمد التكثيف والحذف والترميز، تـملك قوة لا شبيهة لها
بين الأجناس الأخرى من حيث إقامة جسر سريع بينها والمتلقي، المحاصر بعصرنة الظروف
وضيق الوقت.لهذا وجبتها على رغم نا كر وجاحد ، تظل دسمة وخطرة لما تحمل تيمتها
من إشكالات تضيق بها فسحة كتابات مختلفة.
وإن الشحنة المرتكزة في القصيجة التي بين يدينا تبعد الشكوك لمن راودته وساوس
بشأن هذا الحنس.
فالتيمة المدرجة هنا لو تناولتها الرواية لأفردت أكثر من صفحة لتدلل عن عمق المأساة
المتصلة بالضمير وتأنيبات الضمير.غير أن صاحبنا الكاتب تسلل للمعنى بسرعة الإلكترون
ودفن الضمير ثم أخرجه وأوصى القارئ في آن.
اللغة سلسة يسيرة السرد تتبعت البطل في كذا موطن وولجت خلجاته وتحركاته.
شكرا لصديقنا :حــسن" على هذه الوجبة الغنية.
مــودتي

ليست هناك تعليقات: